عشرون بنسًا
يُروى عن كاهن شاب إنتقل للخدمة في مدينة كبيرة. وكان يحدث في كثير من الأحيان أن يتنقل بواسطة الحافلة التي تمر بالقرب من منزله في وسط المدينة. وبعد بضعة أسابيع من وصوله، صعد الحافلة قاصدًا مكانًا ليس ببعيد وعندما جلس، اكتشف أنّ السائق أعطاه عن طريق الخطأ عشرين بنسًا زيادة بعد أنْ رد له الفكة مِن ثمن البطاقة. فأخذ يفكر في نفسه: "الأفضل أن أردّ العشرين بنسًا هذه فسيكون من الخطأ أن أبقيها!!"
ثم بدأت الأفكار تتوارد متناقضة "أوه !! فلأنسى ذلك، إنّها فقط عشرين بنسًا... مَن الذي مِن شأنه أن يقلق بشأن هذا المبلغ الزهيد؟ على أي حال، فإنّ شركة الحافلات تحصّل ثروات فلن يقلقها هذا المبلغ الصغير... وقد يكون كلّ هذا هدية من الله العليّ القدير... لِمَ لا؟؟"
عندما وصلت الحافلة إلى المحطة، توقف الكاهن للحظات عند الباب، ثمّ وبحركة مفاجئة قرر تسليم العشرين بنسًا إلى السائق وقال: "خذ يا أخي، ما قدمته لي هو أكثر من اللزوم..."
إبتسم السائق عريضًا وأجاب:
"أبتي، ألست أنت كاهن الرعيّة الجديد في هذه المنطقة؟" فهزّ الكاهن برأسه إيجاباً وتابع السائق: "حسناً لقد كنت أفكّر مؤخّرًا، وبعد إنقطاع طويل، أنْ أذهب إلى الكنيسة حيث تخدم. وأردت فقط أنْ أحسم الموضوع بحسب ما كنت ستفعل بذاك الفائض الذي أعطيتك إيّاه..."
ذاك اليوم عندما نزل الكاهن الشاب من الحافلة، كانت ركبتاه ضعيفتين، استند على الحائط ونظر إلى السماء وتمتم:
"يا يسوع، لقد كدت أنْ أبيعك بعشرين بنسًا!!! "
نحن قد لا نرى ما هو تأثير أفعالنا على الناس المحيطين بنا... أحيانًا كثيرة سوف نكون الإنجيل الوحيد الذي يقرأون... فكم علينا أنْ نكون حذرين، صادقين وأمينين حتى على ذاك القليل: ففيه مقياس فرح سيّدنا... وفي ذاك اليوم سنسمع صوته في هيكل نفوسنا: "كنتَ أميناً في الأرضيّات؛ فسأقيمك على السمائيّات... كنتَ أميناً في عالمك الحاضر؛ فسأقيمك على الأبديّة..." وبذاك أيضاً مقياس فرحنا!!!