مدخل إلى الإنجيل بحسب مرقس
إنجيل مرقس كتاب ليس كسائر الكتب.إنه انجيل وقبل كلّ شيء إنه شهادة إيمان: خبر سعيد، بشرى خلاص البشريّة في يسوع الناصري الذي هو المسيح وابن الله. هو النبأ السعيد لحياة يسوع وموته نقرأه على ضوء قيامته. معظم الشرّاح يرون اليوم في إنجيل مرقس أقدم الأناجيل بمعنى أنه ألاقرب إلى المصدر. كان مرقس أول من اخترع هذا الفن الأدبي الذي اسمه الإنجيل، فكان مبتكراً في اختراعه. وعلى خطاه سيسير متى ولوقا.
دون هذا ألانجيل في رومة بين سنة ٦٠-۷٥، تحديدا بين سنة ٦۸-۷٣ لأنّه ليس واردا فيه حدث دمار الهيكل. بحسب التقليد لم يكن مرقس من كتب شخصيا ألانجيل، ولم يكتب ألانجيل وهو على قيد الحياة؛ أهمية النسبة لمرقس أو لاحد الرسل هي أن هذه الاناجيل مستقاة، مأخوذة وتصل للجماعة المسيحية والكنسية من رسول، من تقليد رسولي ومصدر مضمون أي من يسوع المسيح. (كما ورد في لوقا:"الذين هم شهود عيان للكلمة")
من هو مرقس؟
لا يقول لنا إنجيل مرقس شيئاً عن شخص كاتبه، ولكن ممّا لا شكّ فيه أن هذا الإنجيل هو من تأليف مرقس، رفيق بطرس و ترجمانه. هذه هي شهادة الكنيسة منذ بابياس. في عهد مال التقليد المسيحي إلى أن ينسب "أبوّة الأناجيل إلى الرسل، سمّي مرقس كاتباً إنجيلياً. مرقس هو يوحنا مرقس رفيق بولس، الذي يتحدّث عنه سفر الأعمال، رافق بولس وبرنابا في رحلتهم التبشيرية الأولى ثم تركهم (أع 15، 37).
في أعمال الرسل، يتحدّث لوقا عن "يوحنا الملّقب بمرقس". في 12:12 يقول: "حين خرج بطرس من السجن، ذهب إلى بيت مريم، أم يوحنا الملقب بمرقس" في أورشليم؛ لكن إذا قرأنا إنجيل مرقس ندرك أن مرقس يجهل طبيعة فلسطين الجغرافية إذن لا يمكن أن يكون من أورشليم وليس هو نفس الشخص المقيم في أورشليم، هو إذن مرقس آخر غير يوحنا مرقس.
أكثرية الشرّاح يقولون أن مرقس كاتب الإنجيل هو غير يوحنا مرقس، مرقس كان تلميذ من تلاميذ بولس، كتب إنجيله بعد موت الرسل، مسيحيّ يونانيّ غير مقيم في أورشليم و كتب الإنجيل في روما من أجل الوثنيين لا من أجل اليهود فضمّ شروحاً لكلمات أرامية كما نجد إستعمالاً لكلمات وتعابير لاتينية.
يرمز اليه التقليد بصورة الأسد، ونحن نعلم أن لكل إنجيليّ رمز. مستقى من سفر الرؤيا حيث يقول الكاتب. "ورأيت الحيوانات الأربعة والأحياء الأربع: الأسد، الثور، النسر وملاك بشبه إنسان (رؤ 4، 7).
مرقس شُبّه بالأسد، إذ يبتدئ إنجيله بالصوت الصارخ في البرية مثل الأسد.
لوقا: يبدأ إنجيله بالهيكل، التقادم والذبائح، لذلك رُمز إليه بصورة الثور.
متى: يبدأ إنجيله بنسب يسوع الإنساني فرُمِزَ إليه بملاك بشكل انسان.
يوحنا: اللاهوتي المحلق في إنجيله، لذلك أُعطي رمز النسر.
تقسيم الانجيل
القسم الأول: ١-١إلى ۸-۲٦.
حياة يسوع التبشيرية، معجزات الشفاء، التبشير في منطقة الجليل في الشمال. هذا القسم يقسم إلى ثلاثة أقسام:
* ١-١ إلى ٣-٦: عمل يوحنا التبشيريّ في الصحراء، يوحنّا يعمّد يسوع، الشيطان يجرب يسوع، يسوع في الجليل، التلاميذ الأوّلون، طرد الشياطين، شفاء حماة بطرس، شفاء كسيح في كفرناحوم، يسوع يدعو لاوي، الصوم ويُختَتَم برفض ليسوع من قبل الطبقة السياسية والدينية (الفريسيين والهيرودسيين).
* ٣-٧ إلى ٦-٦: إختيار الرسل الاثني عشر، يسوع وبعل زبوب، أمّ يسوع واخوته، التعليم بالأمثال، شفاء ابنة يائيروس، شفاء المرأة النازفة وصولا إلى رفض يسوع من أهل بيته، أهل الناصرة.
* ٦-٧ إلى ٨-٢٦: إرسال التلاميذ للتبشير، معجزتي تكثير الخبز الأولى والثانية، السير على المياه، جدالات مع اليهود وصولا الى ۸-۲٦ معجزة شفاء الاعمى رمز لفتح أعين الشعب تمهيدا للقسم الثاني.
القسم الثاني: ۸-۲٧ إلى ١٦-٨.
* إعلان موت يسوع ثلاث مرات، إعتراف بطرس وحدث التجلي.
* الدخول إلى أورشليم، الأعمال والمعجزات، صراعه مع الفريسيّين والهيرودسيّين في الهيكل.
* المسح بالزيت، العشاء الأخير، آلام وموت يسوع المسيح ووضعه في القبر وينتهي الإنجيل الأصلي بالقبر الفارغ.
الخاتمة الاطول:١٦-٩ الى ١٦-٢٠.
يسوع يظهر لمريم المجدلية وللرسل الأحد عشر.