مقالات
٢٥‏/٦‏/٢٠١٤ Fiat Lux | أنطوانيت نمّور

صلاتنا من "شحادة" إلى "شهادة"

 يقع الكثيرون منا في (وثنيّة الصلاة) التي تصبح مجرد ترددات في صدى قلب فارغ مهجور... وبما أنّ الصلاة هي أكثر من لائحة مطالب "نشحدها" من ذاك (الكريم)، وبما أنّ الصلاة هي الصلة مع الله، هاك بعض من الأساليب التي من شأنها أن تعزز هذه الصلة. قد يبدو البعض منها غريب ولكنّه فعّال: 

 

- بين الفترة و الأخرى: أرسل بريد إلكتروني أو أكتب رسالة إلى الله في كلّ ليلة لمدة شهر. ولا تدع أي شخص يقرأها، دعك من الرسميات وأجعل اللغة فيها لغة قلب.

 

- إقرأ من نشيد الأناشيد: هناك يسوع هو العريس ونفسك العروس: ودع الحبّ يتسلّل إلى داخلك...

 

- قبل النوم أغمض عينيك وردّد إسم يسوع...  

 

- أقصد عبادة القربان الأقدس!! الكثير من كنائس رعايانا تكرّس يومًا في الأسبوع لهذا الغرض المقدّس. هناك إجعل اللقاء حميمًا: حدّثه عن فوضى حياتك.

 

قد يبدأ الحديث في دوائر: لا يهمّ، عبِّر عن نفسك إلى أنْ يبطئ إيقاع الأفكار في النهاية: إنّه "الصمت بصوت عال" حيث تأتي إلى الربّ بواقعك، ولكن دعه يعمل في هذا الواقع. لذلك مِن المفيد أنْ تترك فترة صمت كي لا تصبح مناجاتك (مونولوج) = ( حديث بينك و بين نفسك).

 

- معظمنا يتابع الأخبار محليًّا و أو عالميًّا. صَلّ بشأن الأخبار التي تسمع!! توسّل الرحمة للخطأة، وتضميد الجراح للعجزة والضعفاء والعدالة والسلام للقلوب والبلدان، والأهمّ صَلّ لتَتِم إرادة الله في كلّ شيء: ففي ذلك كلّ الخير.

 

- أقصد مكان في كنف الطبيعة، وسبِّح الله على خلقه!! فغالبًا ما نسجن أنفسنا بعيداً عن جمال حبّ الله هذا...

 

- إختر تضحية أو إماتة صغيرة مرّة في الأسبوع واجعل هذه العادة منتظمة (قد تكون ببساطة الإمتناع عن السكّر في القهوة أو الشاي الخاص بك) ولكن الأهم أنّها تذكّرك بتضحية يسوع الكبرى... فاشْكرالربّ في كلّ مرّة تُقْدِم على فعل المشاركة هذا!!

 

- إعطِ  للربّ أقلّه العِشر من وقتك: فإذا كنت تعمل ثماني ساعات في اليوم وتنام لثماني ساعات أخرى، أعطِ 48 دقيقة للصلاة على مدار النهار... يمكن أن تمتدّ على فترات من الصباح حتى النوم: قدّم، أطلب، وأشكر... ولا تنس أنّ الله أب، فأعتن بوقتك معه من حيث النوعيّة ولا تهمل الكمية!!

 

- إجعل من الصلاة (أسلوب حياة) وأدخِل فيه العائلة والأصدقاء: تحدّث عن الله معهم فكثيرة هي المرّات التي يتحوّل فيها الحديث عنه إلى حديث معه!!! واختبر معهم الجلوس في حلقة والصلاة بصوت عالٍ للآب السماوي، ذاك الصديق الأعظم للنفوس!!!

 

- مع كلّ صباح قم بقراءة وحفظ آية من الكتاب المقدس، تأمّل بها في طريقك إلى العمل أو الجامعة أو بالتزامن مع العمل المنزلي... واجعلها السِمة والعنوان لهذا اليوم!!

 

- بالحديث عن القراءات البيبلية: لا تنس التأمل المتكرّر حول  المزمور 136: ففي هذا المزمور تسبيح رائع ينعش النفس ويلهبها بنيران محبّة الله وحنانه. يدعوه البعض ب "الهلليل العظيم"، وذلك من أجل طبيعته المُفرحة والتهليليّة التي تفتح باب الرجاء في مراحم الله و خلاصه!!

 

- لا تنس أنّ الورديّة هي من أروع الصلوات: ففيها نمسك بيد الأم السماويّة في تجوال بيبليّ. والأم السماويّة تفهم مشاكلنا البشريّة التي لم تكن غريبة عنها. فبواسطة التأمّل في أحداث حياتها المنوّرة بإبنها تبقى لنا خير دليل!!

 

- لا تُسقط إهتمامك بالفنّ المقدّس فهو باب للأنوار السماويّة!!

 

- أنّه لشيء عظيم أن نتذكر أنّه، وعلى الرغم من أنّ مشاعرنا غير ثابتة، فإنّ حبّ الربّ لنا لا يتغيّر: لا تنهكه لا خطايانا، ولا عدم مبالاتنا: وإنّه حاضر بشكل خاص في الأسرار ينتظرنا، لا سيما في سرّي المصالحة والأفخارستيّا!! هناك: يدعونا لنختبر نعمة الغفران وهناك من علُ جبل أشعياء المقدس يخدم مأدبتنا بنفسه ويغذّي أرواحنا في عشائه السرّي ويَسْتُر بدمه الذكيّ عُريَ جلجلة كلّ منّا!!!

 

وفي الختام، علّنا لا ننسى أنّ المسيحيّة ليست بقائمة قواعد!!

 

إنّها علاقة: علاقة حبّ يتجلّى فيها معنى الحياة في الله.

 

وما تقدّم ليس سوى دعوة متواضعة لجعل صلاتنا حيّة نستنشق فيها روح الله  ونتخلّص بها من روح العالم!! صلاة تتحوّل من فعل (شحادة) إلى أسلوب( شهادة) ليس فقط عن كرم الله وإنّما عن حبّه اللامحدود!!!